خطيب الأنبياء هو لقب أطلق على نبيّ الله شعيب عليه السلام، وقد سمّي بهذا الاسم لفصاحته، وبلاغته، وعلوّ عبادته، في دعوة قومه إلى الإيمان بالله عزّ وجلّ، ولقد بعث الله سبحانه وتعالى النبي شعيب إلى قوم مدين أو أصحاب الأيكة الذين كانوا ينقصون الميزان والمكيال، إذ دعاهم النبي شعيب بعدم إنقاص المكيال والميزان؛ لأنّ ذلك يعتبر غشاً وخداعاً وكذباً، والله عزّ وجلّ لا يرضى بذلك، وقد وردت قصّة شعيب في القرآن الكريم أربع مرات في كل من سورة هود، والأعراف، والعنكبوت، والشعراء.
نسب النبي شعيبلقد تعددت الآراء حول نسب النبي شعيب عليه السلام، حيث قال ابن اسحاق إنه شعيب بن مكائيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم الذي يعني بالسريانية بنزون، وقد قال أهل التوراة إنه شعيب بن صيفون بن عيفا بن ثابت بن مدين بن إبراهيم، كما قيل عن شعيب إنه بن يشخر بن لاوى بن يعقوب، وجاء رأي آخر بأنه شعيب بن نويب بن عيفا بن مدين بن إبراهيم.
مكان إقامة قبيلة مدينقبيلة مدين هم قوم عرب سكنوا في بلاد الحجاز في الجهة التي تأتي بعد بلاد الشام القريبة من خليج العقبة من الجهة الشمالية، وقد كانت مدينة مدين التي كانت قريبة من أرض معان التي تقع على أطراف الشام القريبة من بحيرة قوم لوط الذين كانوا بعدهم بفترة قصيرة، وكان قوم مدين في دين إبراهيم عليه السلام دين الإسلام الذي يمثل دين جميع الأنبياء، وهؤلاء القوم لم يبقوا لفترة طويلة، نتيجة كفرهم بدين الله عز وجلّ، فقد كانوا أصحاب تجارة وسلع ويحبون المال بشكلٍ كبير، كما كانوا يعبدون الأيكة التي هي شجرة من الأيك التي يوجد حولها غيضة وهي أشجار ملتفة على بعضها، وبالرغم من كفرهم فقد كانوا ينقصون المكيال والميزان ويأكلون المال الحرام، بالإضافة لذلك كانوا يقطعون طريق المارة ويعترضون القوافل ويعيثون في الأرض فساداً.
دعوة النبي شعيب لقومهأرسل الله عز وجلّ النبي شعيب لقومه لهدايتهم ودعوتهم لعبادته وحده لا شريك له، ولنهيهم عن الإنقاص في المكيال والميزان، وأمرهم بالمعروف والنهي عن المنكر، فالقليل من الحلال خير من الحرام الخبيث، إذ إنّ الكثير من الحرام ممحوق لا خير ولا بركة فيه، ولكن قومه قابلوه بالسخرية والاستهزاء ولم يستجيبوا لدعوته، وتمادوا في أفعالهم، فأنزل الله عز وجلّ عليهم العذّاب الشديد وجعلهم عبرة لغيرهم من الأقوام، إذ رجت بهم الأرض وزلزت زلزالاً شديداً فأزهقت جثثهم.
وفاة نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلامتوفي النبي شعيب بعد هلاك قومه بمدة من الزمن، حيث مات في الأردن، ودفن فيها، ويوجد قبره في وادي شعيب، وهو مقام معروف ومشهور، وهناك بعد الأقوال التي تتحدث عن موته في مكة، حيث دفن هو ومن معه من المؤمنين في قبور تقع غربي الكعبة بين دار بني سهم ودار الندوة.
المقالات المتعلقة بمن هو خطيب الأنبياء